الصلاه وترغيب النبى صلى الله عليه وسلم فى الصلاه نقرأ معاً كيف كان النبى صلى الله علية وسلم وأصحابة يجتمعون على الصلوات فى المساجد , ويرغبون فيها ويرغبون اليها , ويفهمون من انتقالها الانتقال من أمر الى أمر , ومن عمل إلى عمل .
وكيف كانو يتركون اشغالهم بما يؤمرون من الأعمال التى فيها تقوية الإيمان وصفاته.
ونشر العلم وأعمالة وإحياء الذكر وإقامة الدعاء بشرائطه فكأنهم كانو لا يلتفتون إلى الأشكال , ولا يستفيدون إلا من خالقها والمتصرف فيها .
ترغيب النبى صلى الله عليه وسلم فى الصلاه
حديث عثمان وسلمان رضى الله عنهما فى ترغيب النبى صلى الله عليه وسلم فى الصلاه أخرج أحمد بإسناد حسن وأبو يعلى والبزار عن الحارث مولى عثمان رضى الله عنه قال
جلس عثمان رضى الله عنه يوما وجلسنا معه .
فجاء المؤذن , فدعا بماء في إناء أظنه يكون فيه مد “رطل ماء فى إبريق ” فتوضأ , ثم قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ وضوئي هذا .
ثم قال : “من توضأ وضوئي هذا , ثم قام يصلى صلاه الظهر غفر له ما كان بينها وبين الصبح , ثم صلى العصر غفر له ما كان بينها وبين الظهر .
بعد ذلك صلى صلاه المغرب غفر له ماكان بينها وبين العصر ثم صلى العشاء غفر له ماكان بينها وبين المغرب .
ثم لعله يبيت يتمرغ ليلته { كناية عن التقلب فى الإثم } , ثم إن قام فتوضا فصلى الصبح غفر له بينها وبين صلاه العشاء.
وهن الحسنات يذهبن السيئات ” قالوا : هذه الحسنات فما الباقيات الصالحات ياعثمان ؟
قال هى : لا اله الا الله وسبحان الله والحمد لله والله أكبر ولا حول ولا قوة الا بالله .
فضل الصلاه على المسلم
ومن فضل الصلاه على المسلم أنها تنقية من الذنوب والمعاصى حيث أخرج احمد والنسائى والطبرانى عن أبى عثمان رضى الله عنه.
قال : كنت مع سلمان رضى الله عنه تحت شجرة , فأخذ غصنا يابسا فهزه حتى تحات ورقه ” حركة حتى تساقط ورقه ”
ثم قال : يا أبا عثمان الأ تسالنى لما أفعل هذا ؟ قلت ولم تفعله ؟
قال : هكذا فعل بى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا معه تحت شجرة , فأخذ غصنا يابسا فهزه حتى تحات ورقه , فقال ” يا سلمان الا تسالنى لم أفعل هذا ؟ ”
فقلت ولم تفعله قال : ” إن المسلم إذا توضا فأحسن الوضوء , ثم صلى الصلوات الخمس تحاتت خطاياه كما يتحات هذا الورق وقال ” وأقم الصلاة طرفى النهار وزلفا من اليل , إن الحسنات يذهبن السيئات , ذلك ذكرى للذاكرين ” سورة هود ايه 114 .
قصة الأخوين اللذين مات أحدهما شهيد وأخر الاخر بسبب الصلاه
وأخرج احمد عن عامر بن سعد بن أبى وقاص قال : سمعت سعدا رضى الله عنه وناسا من اصحاب النبى صلى الله عليه وسلم يقولون : كان هناك رجلان أخوان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم , وكان أحدهما أفضل من الاخر .
فتوفى الذى هو أفضلهم وعمر الأخر بعده ثم توفى , فذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم فضل الأول على الأخر , فقال ” الم يكن يصلى ؟ ”
قالوا : بلى يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ما يدريك ما بلغت به صلاته ؟ ” ثم قال عند ذلك : ” إنما مثل الصلاه كمثل نهر جار بباب رجل غمر عذب يقتحم فيه كل يوم خمس مرات ,
فماذا ترون يبقى من درنه ؟ <اى كان نهر جار يتدفق من الماء العذب الكثير ماذا يتبقى فيه من اوساخ لا شيئ > .
ترغيب الصحابه رضى الله عنهم فى الصلاة
كما عبر الصحابه رضوان الله عليهم عن اهمية الصلاه والترغيب فيها
قول أبى بكر وعمر رضى الله عنهما فى الصلاة
أخرج الحكيم عن أبى بكر رضى الله عنه قال : الصلاة أمان الله فى الأرض كذا فى الكنز .
وكذلك أخرج ابن سعد عن أبى المليح قال : سمعت عمر بن الخطاب رضى الله عنه يقول على المنبر : لا اسلام لمن لم يصل .
أقوال زيد وحذيفة زابن عمر وابن عمرو رضى الله عنهم فى الصلاة
أخرج عبد الرازق عن زيد بن ثابت رضى الله عنه قال : صلاة الرجل فى بيته نور.
وإذا قام الرجل الى الصلاة علقت خطاياه فوقه , فلا يسجد سجدة إلا كفر الله عنه بها خطيئته .
كذلك أخرج عبد الرازق عن حذيفة رضى الله عنه قال : إن العبد إذا توضأ فأحسن وضوءه ثم قام الى الصلاة استقبله الله بوجهه يناجيه , فلم يصرف عنه حتى يكون هو الذى ينصرف أو يلتفت يمينا وشمالا .
وأخرج بن عساكر عن ابن عمرو رضى الله عنهما قال : ما من مسلم يأتى زيارة من الارض أو مسجدا بنى بأحجارة فصلى فيه إلا قالت الأرض : صلى لله فى ارضه , وأشهد لك يوم تلقاه .
وعند عبد الرازق عنه قال : خرجت فى عنق أدم عليه السلام شأفة – يعنى بثرة – فصلى صلاه فأنحدرت الى صدره , ثم صلى صلاه فإنحدرت الى الحقو – الخصر – فصلى صلاه فإنحدرت الى الكعب.
ثم صلى صلاة فإنحدرت الى الإبهام , ثم صلى صلاة فذهبت .
أقوال ابن مسعود وسلمان وأبي موسى رضى الله عنهم فى الصلاة
وأخرج ابو نعيم فى الحلية عن ابن رضى الله عنه قال : مادمت فى صلاة فأنت تقرع باب الملك.
ومن يقرع باب الملك يفتح له , وعند عبد الرازق قال : احملو حوائجكم المكتوبة .
رغبه النبى صلى الله عليه وسلم فى الصلاة وشدة اهتمامه بها
قول سيدنا محمد اشرف الخلق عليه الصلاة والسلام : جعلت قرة عينى فى الصلاة .
وقول جبريل عليه السلام له فى شأنها كما يلى فى الحديث
أخرج احمد والنسائى عن أنس بن مالك رضى الله عنه أن رسول الله قال : ” حبب إلى الطيب والنساء , وجعلت قرة عينى فى الصلاة ” .
وعند أحمد عن ابن عباس رضى الله عنهما أن جبريل قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : قد حبب إليك الصلاة فخذ منها ماشئت , كذلك فى البداية وأخرجه الطبرانى أيضا فى الكبير عن ابن عباس نحوه .
قال الهيثمى وفيه على بن يزيد وفيه كلام وبقية رجاله رجال الصحيح .
رغبة ابى طلحة الأنصارى ورجل انصارى أخر رضى الله عنهما فى الصلاة
أخرج مالك عن عبدالله بن أبى بكر أن أبا طلحة الأنصارى رضى الله عنه كان يصلى فى حائط ( بستان ) له فطار دبسى (طائر صغير )
فطفق يتردد يلتمس مخرجا فلا يجد , فأعجبه يتبعه بصره ساعة.
ثم رجع الى صلاته فإذا هو لايدرى كم صلى ! فقال : أصابنى فى مالى هذا فتنة .
فجاء الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر له الذى أصابه فى صلاته وقال : يارسول الله !
هو صدقة فضعه حيث شئت . كذا فى الترغيب وقال : وعبد الله بن أبى بكر لم يدرك القصة .
كما أخرج مالك عن عبدالله بن أبى بكر أن رجلاً من الأنصار كان يصلى فى حائط له بالقف ( وادٍ من أودية المدينة )
في زمان التمر والنخل قد ذللت ( استوت ) فهى مطوقة بثمرها , فنظر إليها فأعجبه ما رأى من ثمرها.
ثم رجع إلى صلاته فإذا هو لايدري كم صلى فقال : لقد أصابنى فى مالى هذا فتنه.
فجاء عثمان ابن عفان رضى الله عنه – وهو يومئذ خليفة – فذكر له ذلك
وقال : هو صدقة فأجعلة فى سبيل الخير فباعه عثمان بن عفان بخمسين الفا , فسمى ذلك المال الخمسين . كذا فى الأوجز .
رغبة ابن الزبير وعدى بن حاتم رضى الله عنهما فى الصلاة
أخرج أبو نعيم فى الحلية عن أسماء رضى الله عنها.
قالت : كان ابن الزبير قوام الليل صوام النهار , وكان يسمى حمام المسجد .
كما أخرج بن عساكر عن عدى بن حاتم رضى الله عنه
قال : ما جاء وقت صلاة قط إلا وقد أخذ لها أهبتها.
وما جاءت إلا وأنا إليها بالأشواق .
كذا فى الكنز وأخرجه ابن المبارك , كذا فى الإصابة .